4 دروس تسويقية نتعلمها من ”نيتفليكس – Netflix“
الوقت المقدّر للقراءة: 3 دقيقة و 29 ثانية.
تعتبر شبكة ”نيتفليكس – Netflix“ من أهم الشركات المتخصصة في بث المحتوى الترفيهي من أفلام ومسلسلات، فكيف وصلت هذه الشبكة إلى ما هي عليه الآن؟
بداية تم تأسيس نيتفليكس في 1997، وفي بدايتها كانت تقوم بتأجير الأقراص المدمجة التي تحتوي على مختلف الأعمال الفنية، وسرعان ما بدأت في مرحلة تأجير الأقراص عبر البريد الإلكتروني، و من ثم ركزت على بث المحتوى عبر شبكة الإنترنت وكانت هذه البداية الحقيقية للشركة.
كانت شركة نيتفليكس لوقت قريب تبث خدماتها فقط في الولايات المتحدة ومناطق محدودة من العالم، لكن في سنة 2016 توسعت الشركة وأصبح بإمكان معظم المستخدمين في أغلب دول العالم الإستفادة من الخدمات الترفيهية للشركة.
إن كان هناك أيّ معجزة في مجال تسويق المحتوى يجب أن نوليها اهتماماً خاصاً، فإنها ستكون بالتأكيد نيتفليكس، فقد استطاع عدد قليل من الشركات الريادة في هذه الصناعة، وأهمها نيتفليكس التي تمكنت من البقاء على رأس جميع الشركات المنافسة، حيث أنهت عام 2016 مع 93.8 مليون مشترك في خدمة الفيديو، بزيادة ما يقارب من 20 مليون دولار عن العام السابق.
هل سبق لك أن سمعت هذه الشركة تتحدث علناً عن أساليبها الخاصة في العرض والتسويق؟ بالطبع لا، تبقي نيتفليكس سياستها في التسويق سريّة للغاية، وقد يصل بالبعض الاعتقاد بأنّ هناك خدعة ما!
حتى إذا لم يكن الإعلام مجال اختصاصك، فما زال هناك الكثير لتتعلمه من نيتفليكس عن كيفية التعامل مع المحتوى ورفع أرقام نسب المشاهدات، وهي قدوةٌ ممتازة في التسويق للمحتوى، والاستفادة من المنتجات والبيانات ووسائل الإعلام الاجتماعية.
في ما يلي أربع نقاط سريعة يمكن أن يتعلمها كل مسوّق محتوى من نيتفليكس:
1- ابتكر تجربة متميزة:
لا تتبع نيتفليكس طرق التسويق التقليدية إن منهجيتها أكثر ابتكاراً، وتصل بها الجرأة إلى أن تصنع محتويات خصيصاً لتحقيق تجارب عرض جديدة، و في عصر الذكاء الاصطناعي والأفلام الثلاثية الأبعاد وفيديوهات 360 درجة لا تتردد نيتفليكس من اقتحام هذا المجال.
فقد قامت مؤخراً بإطلاق الموسم الثالث من مسلسل”بلاك ميرور- Black Mirror“، معززاً بإمكانيات تكنولوجية هائلة، حيث أنشأت نيتفليكس تطبيقاً يدعى”راتيم- Rateme“ تزامناً مع عرض الحلقة الأولى من الموسم، ويمكن التطبيق المستخدمين من إنشاء محتوى خاص بهم باستخدام الخطوط الخاصة بالمسلسل، وبالإضافة لابتكارها للعديد من المنتجات التي تطرحها للمستخدمين وتكون مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالبرامج التي تقدمها والشخصيات فيها، و تترأس القائمة ”Netflix socks“ وهي جوارب ذكية أطلقتها نيتفليكس مؤخراً مصنوعة من الصوف، ومع الجورب مجموعة من أجهزة الاستشعار التي يمكنها إرسال إشارة إلى جهاز التليفزيون الخاص بك والذي يقوم بإيقاف برنامجك المفضل عندما تنام حتى لا تفقد ثانية من المشاهدة.
لا يختلف تسويق المحتوى عن تسويق مقالة أو مقطع الفيديو، تحتاج أن تسويق للمحتوى على أنه منتج أو تجربة مستقلة، وهذا ما يجذب الجمهور ويخلق لهم فرصة للانخراط في أجواء العرض والمشاركة في النقاش.
2- استثمر في محتوى فريد من نوعه:
تستثمر نيتفليكس في المحتوى بدرجة كبيرة بحيث يمكن لمحتواها تسويق نفسه بنفسه تقريباً، و يجب أن يتعلم روّاد الأعمال والمختصون بالتسويق تحديداً استثمار جهودهم والتمويل في أنواع المحتوى التي أثبتت نجاحها مع جمهورهم.
كانت نيتفليكس تعتمد على إنشاء عقود مع صناع الأفلام والعروض التلفزيونية من أجل إعادة بثها عبر منصتها، لكن في بداية 2013 بدأت الشركة في إنتاج محتواها الخاص، ووصل الأمر في 2016 إلى صناعة أكثر من 120 عملاً أصلياً، وبهذا تمكنت الشركة من صناعة منتجاتها الترفيهية الخاصة، هذا بالإضافة طبعاً للأعمال العالمية الأخرى.
وقد يكون مثل هذا الاستثمار ضرورياً للمنافسة المتنامية للتميز في المحتوى، ولكن توطيد الميزانية لخلق محتوى عالي الجودة ليس استراتيجية فريدة من نوعها لشركات الإعلام فقط.
3- تابع البيانات التحليلية:
في الوقت الذي كان 40 مليون مشترك في شبكة نيتفليكس يترقبون لحظة تدشين الموسم الثاني من سلسلة ”هاوس أوف كاردز- House of Cards“ كان مهندسو الشركة يتعقبون كل مشاهد منهم، ويرسلون بتقاريرهم إلى ”كوينا كيم -Quinna Kim“ المسؤولة عن التسويق في الشركة.
وتشكل متابعة عادات المشاهدة بيانات تحليلية قيمة بالنسبة لــ نتفليكس والتي تسمح لها بفهم أفضل لنوعية البرامج التلفزيونية التي تثير رغبة عملائهم، ومع تطوير الشركة عدداً أكبر من العروض الأصلية ستساعد تلك المعلومات في تحديد نوعية العروض التي ينبغي التركيز عليها بشكل أكبر في عملية التمويل.
هذه السياسة كانت لها نتائج جيدة للغاية، فتشير مجلة ”فوربس- Forbes“ إلى أن 16% من مشتركي نتفليكس شاهدوا حلقة واحدة على الأقل من مسلسل هاوس أوف كاردز خلال الأربع والعشرين ساعة التي تلت تدشين الموسم الثاني وشاهد نحو 3.5% الحلقات الخمس الأولى.
من خلال دراسة البيانات فإنّه يمكن تحديد من سيكون مهتماً بالعروض الجديدة وبالتالي يمكن أن توفر المحتوى الذي سيستقبل بشكل أفضل، نجاح نيتفليكس ليس بمحض الصدفة، ودراسة البيانات له تأثير كبير على تسويق المحتوى كما أنه هو تقنية يجب علينا جميعاً محاكاتها.
4- ساهم بزيادة الانتشار:
تمتلك نيتفليكس موهبةً في الانتشار وهي تحاول جعل المحتوى قابلاً للمشاركة بسهولة وقريب من الجمهور، كما تجعل محتواها متصلاً بقوةٍ مع شبكات التواصل الاجتماعية، حيث توفر صوراً مضحكة ومقاطع كوميدية مقتبسة من برامجها التي تعرضها، مما يتيح للجمهور مشاركتها على الفيسبوك أو تويتر أو حتى تحميلها للاستخدام الخاص مما يساعد على إدراج نفسها في المحادثات اليومية.
تساعد المقاطع الجاهزة في سرعة انتشار المحتوى وإضافة بصمة للعلامة التجارية الخاصة بك أيضاً، كما أنها تزيد من تواجد نيتفليكس عبر الإنترنت.
وبفضل هذا التواجد المميز والمبتكر، أنشأت نيتفليكس قاعدة معجبين مخلصين تتفاعل بنشاط دائم مع محتواها، ويعزى جزءٌ كبيرٌ من نجاحها إلى نهجها في تسويق المحتوى، وتمثل طرقه غير التقليدية تقنيات التفكير المستقبلي التي ينبغي أن نتبعها جميعاً لنكوّن جمهوراً خاصاً بنا على جميع المنصات.
إعداد: Emad Al-Midani
مراجعة: Loubna Zino