كيف تصبح غنياً
الوقت المقدر للقراءة: 2 دقيقة و 59 ثانية.
لا يعمل الأغنياء من أجل المال، بل المال هو من يعمل لأجلهم.
يقول ’’روبرت كيوساكي – Robert Kiyosaki‘‘ في كتابه ’’الأب الغني والأب الفقير‘‘، إنّ فقر الإنسان أو غناه يعود إلى أفكاره وسلوكه وليس مقدار ما يمتلكه من المال.
وفي هذا الكتاب يقدم لنا ’’كيوساكي‘‘ نصائح حقيقية وحتى بديهية قد تغيب عن فكر الإنسان.
ولتوضيح أفكاره، يتحدث الكاتب عن طفلين في المرحلة الدراسية، يجمعهما شيء مشترك، وهو أن كلاهما يرغب بأن يصبح غنياً.
طبعاً سيذهب كل طفل إلى أبويه ويسألهم كيف يمكن أن يصبح غنياً.
أحدهما لديه أباً غنياً، أمّا الآخر أباً فقيراً؛ طبعاً، لا يعني الغنى والفقر لدى الأبوين بأن أحدهما يمتلك أموالاً أكثر من الآخر، بل يعبّر عن الغنى في طريقة التفكير.
- ينصح الأب الفقير طفله بأن يدرس بشكل جيد، ليحصل على وظيفة جيدة؛ بينما الأب الغني ينصح طفله بالدراسة بشكل جيد ليمتلك شركة جيدة.
- يرى الفقير أن حب المال هو سبب كل المشاكل، بينما الغني يرى بأن نقص المال هو سبب كل المشاكل.
- ينصح الفقير ابنه بأن يتسلق السلم الوظيفي، بينما ينصح الغني ابنه أن يمتلك السلم كله.
- يقول الفقير عندما تواجهه مشكلة أنا لا أستطيع حلها، بينما الغني عندما يواجه مشكلة يقول كيف يمكنني حل المشكلة.
- يخاف الفقير من المخاطرة وينصح بالبقاء في منطقة الأمان، بينما يشجع الغني على التعامل مع الأخطار المحتملة من أجل التعلم.
- يعلم الفقير ابنه كتابة سيرة ذاتية جيدة لكي يستطيع أن يجد وظيفة جيدة، بينما يعلم الغني ابنه كيفية دراسة جدوى لمشروعه الخاص.
إن السبب وراء الغنى أو الفقر يعود إلى عدم دراسة مادة المال بشكل أكاديمي في المدرسة، بل نتعلمها في بيوتنا؛ والمشكلة أننا نكرر تجارب آبائنا وبذلك لن نحقق أي تقدم.
يقدم لنا الكاتب أيضاً بعض النصائح التي تساعدنا في التفكير بالطريقة التي تجعلنا أغنياء، وقد قمنا بتلخيصها كما يلي:
-
وهم الوظيفة الآمنة (عبودية الوظيفة)
إنّ الاعتماد على الوظيفة فقط خطر كبير، حيث يجب أن نفكر بالوظيفة على أنها مرحلة قصيرة الأمد، على عكس الأفكار التي يزرعها آباؤنا في عقولنا مثل أهمية الوظيفة كملاذ آمن وحصن منيع ضد مفاجآت الزمن.
لنفترض أن هناك شخص بدأ عمله في شركة وهو شاب وبقي فيها حتى هرم.
شاهد هذا الشخص كيف تطورت الشركة أمام عينيه حيث تحول كل جهده الذي يبذله إلى ربح يعود لصاحب الشركة دون أن يستفيد من هذا الربح.
ومهما كانت المناصب التي سيرقى إليها هذا الشخص ومهما ازداد مرتبه، إلا أنه في يوم من الأيام سيصبح عجوزاً لتتم إحالته إلى التقاعد.
العبد ذو الأجر الجيد يبقى عبداً؛ وفي نهاية المطاف سيكون الأمان الوحيد بالنسبة لك هو عملك الخاص أو شركتك الخاصة.
ستساعدك وظيفتك التي تعمل فيها على دفع فواتيرك، لكن عملك الخاص هو الذي سيجعلك غنياً؛ لو درست بشكل جيد ووجدت وظيفة جيدة، فإنك لن تهرب من “متاهة الفأر” كما يسميها الكاتب.
بالطبع هذا لا يعني أن تذهب الآن إلى مديرك لتقدم استقالتك، بل على العكس من ذلك، حافظ على وظيفتك واهتم بعملك الخاص.
اخرج من منطقة راحتك، وابدأ مشروعك الخاص.
حتى لو خسرت، ستتعافى من خسارتك وتنجح في مشروعٍ آخر، لكن لا تتوقف عن المحاولة.
وتذكّر حين تصل إلى مرحلة يصبح فيها دخلك الذي تحصل عليه من عملك الخاص أكبر من دخلك في وظيفتك، حينها اترك وظيفتك وتفرغ لمشروعك الخاص.
-
الأصول والخصوم
أي شيء يمتلكه الإنسان، إما أن يجعله أكثر غنى (الأصول) أو يجعله أكثر فقراً (الخصوم).
الأصول هي أي شيء تكسب من خلاله المال، مثل الأرض، المباني، الأسهم.
أما الخصوم فهي أي شيء يجعلك تخسر الأموال مثل القروض، الأقساط، المصاريف.
يعتبر البيت مثلاً من الأصول بالنسبة لصاحب البيت، ومن الخصوم بالنسبة للمستأجر.
و لكي تصبح غنياً يجب أن تفّرق بشكل جيد بين الخصوم والأصول، وتحاول أن تجمع أكبر قدر من الأصول وأقل قدر من الخصوم.
-
الطريق إلى المال.
لا يعمل الأغنياء من أجل المال، بل المال هو من يعمل لأجلهم.
لنفترض أن هناك مهندس برمجيات يعمل في شركة ما ويتقاضى مرتباً جيداً، كما أنه يريد أن يصبح غنياً لذلك سيعمل بشكل إضافي بعد انتهاء دوامه في الشركة.
تكمن المشكلة هنا أن الأموال التي سيحصل عليها لن تحل المشكلة، لأنه لن يبقى غنياً عن طريق الدخل المباشر.
لو افترضنا أن دخل هذا المهندس ازداد بمقدار ثلاث اضعاف فإنه مصاريفه ستزداد ثلاث أضعاف، وسوف يبقى على وضعه ولن يصبح غنياً.
لكن الطريقة الأمثل هي أن يجعل الأموال تعمل لأجله.
مثلاً: قام هذا المهندس بعد دراسة السوق بشكل جيد ببرمجة برنامج للإدارة والحسابات، وبعد انتهاء عمله الأساسي يذهب إلى الشركات ويعرض برنامجه للبيع.
وبعد بيع عدة نسخ بنفسه، تعاقد مع مندوبين تسويق لكي يبيعوا المزيد من النسخ، ويعرضوا المنتج على شركات أكثر.
وهكذا يجعل المال هو من يعمل لأجله، وبينما هو جالس في بيته، تستمر الأموال في التدفق والتضاعف من أجله.
إن قاعدة الوصول للغنى بسيطة حيث تقول: اكتشف مصدراً للدخل لا يتطلب وجودك وكرره آلاف المرات.
-
المخاطرة تعني الشجاعة.
إن عدم قيامك بالمخاطرة هو مخاطرة بحد ذاتها، فالذكاء وحده لن يجعلك غنياً بل يجب أن يتحد مع الشجاعة.
إن انتظار الفرصة الثمينة للنجاح ستؤخرك كثيراً، ولعل أفضل طريقة للبحث عن الفرص الثمينة هي التجربة والمخاطرة، وهذا ما يفعله الأغنياء.
يخاطر الأغنياء، يكسبون ويخسرون، وهذه الطريقة الوحيدة لكي تصبح منهم.
نخاف على أموالنا وممتلكاتنا بصورة فطرية، فالخوف أمر طبيعي، لكن الفرق بين الغني والفقير هو طريقة التعامل مع الخوف.
حسب رأي الكاتب فإن جميع الأغنياء الذين يعرفهم خسروا أكثر من مرة خلال حياتهم، لكن الكثير من الفقراء الذين يعرفهم لم يخسروا ولا مرة.
لا تحرم نفسك من النجاح بسبب خوفك من الخسارة.
إعداد: محمد خير علي
مراجعة: سارة شهيد