الوقت المقدّر للقراءة: 1 دقيقة و 50 ثانية.
كيف يمكن للمؤسسات الحديثة أن تعمل على تطبيق الذكاء الاصطناعي؟ تم طرح هذا السؤال مؤخراً على منصة ’’Quora‘‘ المنصة المختصة بالأسئلة والإجابة، والتي تساعد على اكتساب المعرفة حيث تمكن الناس من التعلم من الآخرين وتبادل الخبرات معهم.
وقد أجاب المدير التنفيذي ’’سودهيش ناير- Sudheesh Nair‘‘ لشركة ’’ThoughtSpot‘‘ بأن الشركات بأي مجال ترغب بتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي. فهو لم يتحدث بعد مع أي مسؤول تنفيذي لم يفكر في كيفية تأثير الذكاء الاصطناعي على فريقه أو شركته. فالجميع يعلمون بأن تطبيق الذكاء الاصطناعي سيمنحهم كفاءة تشغيلية لا مثيل لها، إضافة نماذج أعمال جديدة، وأيضاً كسب رضا العملاء، وأخيراً تحقيق النتائج المطلوبة.
على الرغم من اقتناع المدراء التنفيذيين بهذه الفكرة إلا أن 30 ٪ فقط من الشركات قامت بتطبيق الذكاء الاصطناعي. إذاً ما الذي يعوق الـ 70٪ الأخرى من تطبيقه؟
لقد تم طرح هذا السؤال على المدراء التنفيذيين في الشركات العالمية التي يبلغ عددها حوالي الألفي شركة خلال العام الماضي. وقد تلخصت إجاباتهم في ثلاثة عوائق مشتركة:
1- العمليات التنظيمية القديمة المطبقة في الشركة.
2- الموارد البشرية الموجودة.
3- السياسات التنظيمية للشركات.
ترتبط هذه التحديات بطبيعتها بثقافة الشركة، وهذا هو السبب الذي يكمن وراء صعوبة الدمج بين تغيير الثقافة وتطبيق التكنولوجيا الجديدة. ومع الأسف، لا توجد أية بوادر لتغيير الثقافة، ولهذا السبب أصبح تطبيق الذكاء الصنعي لكل مؤسسة حاجة ملحة.
في حين أن العديد من الشركات تكافح مع هذه التحديات، إلا هناك العديد من المواضيع والقضايا التي أصبحت أكثر قابلية للمعالجة بتقنيات الذكاء الاصطناعي وبطريقة أكثر دقة وفعالية.
وعلى الرغم من حرص بعض المنظمات على نشر وتنفيذ تقنيات الذكاء الصنعي، إلا أنها تفتقر في بعض الأحيان إلى الوضوح في الهدف، وإذا توفر لديها هذا الوضوح، فإنها تفشل في إيصاله بوضوح إلى جميع أقسامها.
إن العقبة الأسهل والأكثر غرابة عند تطبيق هذه التقنيات هي الاستثمارات القديمة، حيث يكون من السهل التمسك بالأدوات التي تم إنفاق الأموال عليها، وكذلك الاعتماد على العلاقات السابقة، وعدم الاستجابة للتغييرات.
في عالم اليوم، لا تستطيع التفكير بأشياء خطيرة بعد الآن إن لم تكن مهتماً بأن تصبح من أسياد الأجيال القادمة.
وهذا لا يعني بأنه من السهل على الشركات أن تطبق الذكاء الاصطناعي في جميع أقسامها دفعة واحدة، دون تحديد كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل واضح.
بمجرد تحديد الرؤية والإمكانية بشكل جيد فإنه من الأفضل للشركة أن تتجه لقسم معين وتنفذ تقنيات الذكاء الاصطناعي في هذا القسم، ثم تقوم بعد ذلك بدراسة تأثير تطبيق هذه التقنيات، لتقوم بتطبيقه على نطاق أوسع.
ومن الأفضل إجراء تغيير بنسبة 100٪ في 5٪ من عمليات الشركة بدلاً من محاولة تغيير بنسبة 5٪ في جميع عمليات الشركة .
عندما كشفت شركة الطيران ’’دلتا – Delta‘‘ عن ممرات بيوميتر المخصصة للصعود إلى الطائرة في مطارات أتلانتا، وجدوا أن المستهلكين مرتاحين بالفعل وجاهزين لاستخدامها، مما أثار دهشة المسؤولين الذين توقعوا بأن الأمر سيستغرق وقتاً أطول لنيل رضا العملاء. في معظم الحالات، أعتقد أن الشركات ستتفاجأ بمدى استعداد عملائها عندما يتعلق الأمر بالاستفادة من ثمار التطبيقات المصممة وفق تقنيات الذكاء الاصطناعي.
إعداد: مكرم شياح
مراجعة: سارة شهيد